Friday, May 5, 2017

تاريخ موجز للصراع السياسى بين الجمعية الوطنية الملايوية والحزب الإسلامى



تاريخ موجز للصراع السياسى بين الجمعية الوطنية الملايوية والحزب الإسلامى
للكاتب محمد حنفى عبدالرحمن الفسفنجى

وفى العام 1946 من أجل كسر برنامج استعمارى الإنجليزى توحدت جميع الجمعيات السياسية الملايوية المحلية تحت الجمعية الرئيسية المسمى بالجمعيةالوطنية الملايوية المتحدة (  أمنو) . كان مؤسسها هو عون جعفر أحد أبناء الوزير الكبير بولاية جوهور وكان تربي فى مدرسة الإستعمار . وبعد مدة عديدة من الزعامة  للجمعية اعلن الخروج من أمنو وأنشى حزبا جديدا وهو فارتى ناجارا. القول المنتشر فى سبب استقلاله من امنو لأنه يئس لبعض أفكاره مرفوضة لدى أعضاء حزبه خاصة فيما يتعلق بإقتراحه فى فتح باب الحزب للصينيين والهنود إلا أننى بعد العقود من مطالعة التاريخ وجدت أن السبب الحقيقى لإنصرافه عن أمنو هو وجد شيئا ( يدا غائبا مسيطرا) وراء هذا الحزب فوجد  الجمعية ليست فى الحرية المطلقة لتطبيق ألخيرإلا مرتبط القيود خاصة فى دفاع عن تعاليم الدين الإسلامى.  . ففسر بعض المتأملين بذكرياته أن مقصوده باليد الغائب هو الحركه الماسونية
وفى عام 1951 وقع الخلاف داخل امنو الذى يؤدى إلى استقلال بعض أعضاء الجمعية من  أمنو والسبب السائد هو صدور القرار من رئاسة أمنو بجمع المال لخدمة أمنو من المصادر الحرام مثل القمار. فاستقل معظم أعضاء هيئة العلماءوهى هيئة من الهيئات الإدارية لأمنو فأنشئوا الحزب الإسلامى وعلى رأسهم الأستاذ فؤاد حسن . وبجانب هؤلاء بقى نفر أو نفرين على أمنو مثل أحمد بدوى أبو رئيس الوزراء الخامس وهو ادعى أن الصبر على ذلك يورث تغيير المنكر الاكبر حيث الآخرون رأو أن أمنو ليس أكثر من لعبات الإستعمارفليسوا القدرة فى تغيير المنكر داخل امنو  . فبهذا الإنفصال بدأ الصراع السياسى الطويل بين هذين الفريقين حتى يومنا هذا. ومن الأمر العجيب أن فؤاد حسن فى آخر حياته رجع إلى أمنو حتى أن وفي منيته به .   
قعلق  بعض النقادللتاريخ   أن فؤاد حسن  خائن للجماعة الإسلامية لانه انفصل عن الحزب الإسلامى وانضم إلى الحزب الحاكم العلمانى. ولكن حسب دراستى لهذا التاريخ أقول أنه بتلك النهج صحح خطوته الخاطئة حيث رأى انه حين كون الحزب الذى انفصل لأدى إلى أكبر التفرق بين الأمة . إنه قد راى فى أخر حياته موافقة لما رأى حميمه البدوى 
ثم انتقل رئاسة الحزب الاسلامى إلى أيدى عباس محمد و برهان الدين الحلمى و ذولكفلى محمد كلهم مشوا متعبين  فى طريق الدعوة المريرة  لان أمنو بدا فى تضييق الحزب الاسلامى .

وكان برهان الدين  قد حكم عليه بالسجن لعدة سنوات ثم أخرج منه إلا أنه رقب حتى مات تحت الرقابة السياسية . أما ذوالكفلى مات هو وزوجته وأبنائه كلهم  من إصتدام السيارة التى قادها أثناء رجوعه من البرلمان ويقال أن موته مؤمرة من الجبهة الحاكمة.كل المحن التى واجهوها متهمة ألى الجبهة الحاكمة أمنو. وشهد التاريخ لهذه العقود طغيان امنو على اعضاء الحزب الاسلامى فى كل مستواهم . ونتيجة لهذه الفترات المريرة زاد الإنكار على الحكومة
ولكن - فى نفس الوقت - امنو عاملوا اهالى المجتمع بالملاطفة والمراغمات . وانكار الشديد على أمنو من قبل اعضاء الجماعة الاسلامية جعل اغلب الاهالى رفض امنو 
 أما الرئيس للحزب الاسلامى الذى يلى بعده هو عصرى مودا. وبعد المعركة الانتخابة الكبرى سنة 1969 كاد ان انتصر الصينيون حتى  حدث سفك  الدماء بين الملايويين والصينيين. فدعا وزيرالوزراء تون عبدالرزاق الذى استخدم سياسة التفاهم  من أمنو إلى الحزب الإسلامى للتعاقد للحفاظ على سلامة الشعب الملايو المسلم ضد الصينيين البوذيين. ووافق الحزب الإسلامى (( عصرى مودا)) على ذلك إلا أن مسير هذه التعاقد قد وضع الحزب الإسلامى على الانخسار وضياع. وبعد ثمانية سنوات من التواحد تراكم وتعاطمت فريق امنو فى تسفيه الحزب الاسلامى حتى بلغ قمتها , فانفصل الحزب الإسلامى من أمنو وذلك بعد موت تون عبد الرزاق بقليل.وأما سبب فشل هذا التواحد لأن حسين عون الذى ينوب مناب الراحل كان من المجموعة الرافضة للتيار الفكرى التفاهم الذى اقترحه  المرحوم بكلمة اخرى كان حسين عون من مجموعة التى لا ينتمى الى افكار تون عبدالرزاق . . عقيب هذا الإنخسار هزم الحزب الإسلامى فى المعركة الإنتخابة الكبرى انهزاما شديدا فى سنة 1978 وطلب اعضاء الحزب على عصرى مودا فى المؤتمر السنوى للإستقلال من الرئاسة _ _
لذا خلع عصرى مودا من منصبه كرئيس الحزب. فانضم عصرى مودا إلى أمنو الذى قاومه أكثر من ثلاثين سنة فاتهم عليه  أعضاء الحزب بالخيانة .  وفى الحقيقىة حسبما فهمت من دراسة متعمق على التاريخ هذا دليل على أنه اعترف ان أعضاء أمنو هم إخوانه فى الإسلام. إنما هو قاوم – طوال قيادته للحزب الإسلامى-  أنه يريد التصحيح الخطأ الذى لا بد من ارتكابها الحزب  امنو الذى لا يجعل الإسلام كأساس الكفاح . لذا إنه يرى أن تكفير الأخ المسلم له عقبات مثيرة  فى الفترة الطويلة .
رغم اتهام أعضاء الجماعة عليه بالخيانة فإنه قد بين السبب فى ذلك  فى مؤلفاته الاخيرة وهوظهور الفكرة الجديدة شديدة المتحمسة فى داخل الحزب الإسلامى وهى كالآثار السلفى احضرها البارزون  المتحمسون الخريجون من الجامعة الإسلامية بالمدينة وهى الجامعة  المستمدة من الدعم البريطانى التى بناها الحكومة السلفية الوهابية السعودية ضد نظام الحلقة الصوفية المجرية فى الحرم المكى أيام العثمانية لعدة قرون . وربما المراد بهم هم  الشيخ عبدالهادى اوانج وهارون طيب وأصحابهما من الشبان  منهم  المتأثرين بالثورة أيران الإسلامية تحت قيادة آية الله الخمينى. وكان اتهامات  عصرى مودا على حق فى وجوه  إذا كان الحزب تحت الرئاسة الجديدة بداء تتظاهر بذور التكفير فى المجتمع الإسلامى الملايوى حيث جعلوا الصراع السياسى ضد امنو الحاكم تحت نطاق العقيدة ومما يقول فيه  أن الجبهة الحاكمة حزب العلمانية يجب على المسلمين التحارب بالعلمانية  لأنها نوع من الحد الفاصل بين الإيمان والكفر.



ومما طرد إلى ازدياد الصراع السياسى بينهما  هو فجور محاذير محمد الوزير الوزراء بعد حسين عون بالقبض على الإسلاميين ووضعوهم فى السجون بطريق الظلم وهو المختفىء وراء القانون المسمى بالقانون الأمنى الوطنى .

ومن الأثر السيئ  كثير الثاتير السلبى من هذه الفكرة التكفير هو الإعتقاد لدى معظم  كوادرالحزب الإسلامى  أن السبب السائد للصراع السياسى هو العقيدة حتى اتهموا على الجماهيرالذين ليس لهم الدراسة الإسلامية غير القليل من أعضاء أمنو بالكافرين وإن صلوا وصامو

 . فهذا هومما دفع إلى تأزم  الصراع طويل الأمد فشهد التاريخ  أن بذور الافتراق تنمو فى العشيرة الملايوية الإسلامية الى اسوء صورة مرة بعد اخرى . ربما مما أدى إلى ذلك لدى خطباء الحزب الاسلامى المتحمسين وقتئذ هو فقدانهم عن المعلومات الصحيحة  لتاريخ جهاد اصولهم حتى يجنب اخوانهم منهم بهذا الاسلوب العنيف. والواقع الحقيقى  أنهم فى الإصالة من اسرة واحدة  كبيرة فأضاعوا ضرورة توثيق صلة الأرحام بينهم .
قام رجال الدين كمختار احمد  من الجبهة الحكومة عرض فكرة التكفيرالى رئاسة الدولة  وأخذ  محاذر محمد الفرصة فى ذلك لإجراء الجدال باستخدام هؤلاء رجال الدين فى لمقاومة الشيخ عبدالهادى. فوافق الشيخ عبدالهادى الجدال إلا أن برنامج الجدل  ملغاة مفاجئة فى قريبة الموعد  لرعاية الظروف خشية أن تكون اسوأ للمسلمين 

. فعد الحزب الإسلامى هذه الإلغاء كدفع الحزب الحاكم  الشعب الى الصراع المستمر إلى المدة التى لا تنتهى. وكان الشيخ عبدالهادى على يقين أن التوضيح إلى الجماهير عن العلمانية سوف يصحح خطأ غاية  وأهداف سياسى للجبهة الحكومة. وان كان رجال الدين من امنو راوا  أن التكفير يثير الفتنة بين الجماهير الا ان  محاذر تكبروتجبر  ونتيجة هذا ازداد  إثارة الصراع بين الشعب المسلم 
أما أعضاء أمنو الذين لا يرفضون خيرات هؤلاء الخطباء من الحزب الإسلامى وضحوا أن سبب فساد البلاد هو شهوات زعمائهم واكابر امنو الذين ارتكوا الفواحش. فالمشكلة الرئيسية هى الشهوات وليس المشكلة من إخوانهم من عوام  أمنو الذين أدوا الحقوق والواجبات اللازمة عليهم.

 واستمر إنكارهم على الجبهة الحاكمة حتى اشتدت إثارتهم فى سنة 1999 حيث انخلع محاذير محمد نائبه انور إبراهيم بالتهمة العجيبة بأنه لوطى. وكانت غير معقول لدى الجماهير . السبب السائد الحقيقى كما اكتشف بعد أنه فى خلال السنوات  الإقتصادية المبللة اسقظ أسهم إبنه فطلب من أنور كوزير المالى استعارالمالى الوطنى لحفظ أسهم ولده فأنكر أنور ذلك كذلك خاف محاذر محمد من أن يؤامرعليه أنور كما أجرى أنور ذلك على غفار بابا نائب وزير الوزراء السابق ونجح فيه حتى أخذ منصبه فأصبح نائب وزير الوزراء – لمدة سنوات.
وكان أنور إبراهيم الرئيس المخلوع  سياسى ثائر بارع جذاب فأنشئ حزبا جديدا المسمى ب حزب العدالة  الشعبية متيقنا أنه استطاع أن يجذب الشعب نحوه يحكم الدولة وحتى سيكون وزيرالوزراء. فبادر بعض الشعب إلى الحزب العدالة وكان معظمهم من أعضاء أمنو الذين  ييئسوا من تحقيق مصالحهم الذاتية. فما يريدون إلا لإشباع حاجاتهم الدنيوية بطريق قصير وسهل  وقلوبهم ليست قلوب المكافحين المجاهدين.

فبعد  عام  2008_ ()  اتفق الحزب الإسلامى مع  حزب العدالة  الشعبية وكونت الجمعية السياسية المسمى باسم الصف المقترح للشعب ثم التوافق الشعبى فوجد بعض منتهزى الفرص  في المناصب الفارغة اعد الحزب الجديدة المنشق من امنو فرص عديدة لإشباع مصالحهم الذاتية . فتحولوا من أمنو فانصرفوا إلى التوافق الشعبى مفجئين وما قصدهم الأول إلا لنيل  الظفر فى الإنتخابة. فتخيلوا أنهم خلال الفترة الإنتخابية سوف ينتفعون الأعمال الإنتخابية من العاملين  كوادر الحزب الإسلامى حتى انتصروا وأصبحوا أعضاء البرلمان وفى الحقيقة ليس عندهم القوة اللازمة لأنهم قطعوا طريقا سهلا 
ولما كانت الحركة الإنكارية ضد وزير الوزراء محاذر محمد  التى حركها أنور إبراهيم تسرى إلى اضطرار المجتمع  أعلن محاذر على القبض علي انور  عام _ وقضى فى السجن –سنوات . وفى عام- وزير الوزراء الجديد عبدالله  بدوى أفرجه من السجن  

وقبل الانتخابة 13 أعلن أنور إبراهيم رغبة  شهوته فى تسابق حليفه الشيخ عبدالهادى المساعد الناصر له أنه لما انتصر __ فى المعركة الإنتخابة الكبرى للمرة 13 سيكون هو وزير الوزراء  إلا أنه فشل فى تحقيق امنيته ذلك.  وبعد سنوات من الأعمال العقيمة  فى تحقيق آماله الذاتى فعرف أن الحكومة ترى عليه من نظر لا بد من السجن مرة أخرى  فخطط عدة خطط أخرى من ضمنها مهاجم على حليفه المخلص الشيخ عبدالهادى  مرة اخرى وذلك لإسراع  تنصيب نفسه كالوزير الكبير لولاية سلنجور إلا أنه فشل.

فقام خلال تلك الوقت الراهن -  بأعمال التجريح على الشيخ عبدالهادى وقصد بذلك جمع السمعة من أهالى الحزب االإسلامى إليه فرمى من وراء الجدار  إلى الشيخ عبدالهادى بأزمة الثقة   فانصرف بعض كبار المنفذين للحزب خاصة ممن انضموا الجماعة بعد عام 99 فأنشئوا  حزبا جديدا اسمه حزب الأمانةاملا انهم سينتصر فى المعركة الانتخابة القادمة -   فافترق الأمة مرة أخرى اثر اجرائات انور ابراهيم لتحقيق رغباته الذاتى 


No comments:

Post a Comment