عبدالرحمن ليمبون قائد المقاومة ضد الإنجليز فى ترنقانو بماليزيا
بقلم
حنفى عبدالرحمن
لقد رأى عبد الرحمن
ليمبون ضرورة الإنتقام ضد البريطانيا باستخدام اسلحة , ذلك لأن الإنجليز دخل
ولاية ترنقانو بعد إجراء التفاهم السرى مع سيام البوذية خداعا على المسلمين
فى الولاية الذين كان أكثرهم أبناء
المجاهدين المنهزمين فى المعركة الفطانية وكان أبو عبدالرحمن ليمبون نقسه هو أحد
المهاجرين القادمين من فطانى المغتصبة .
كان جدهم قد استشهد مع المجاهدين الدافعين عن الإسلام فى الفطانى.
. ومما يساعد فى
إزدياد تحمسهم فى المقاومة ضد الإنجليز الوصول إليهم دعم المعنوية والتشجيع من جيل جديد
من عائلة الثوارالمنهزمين من ولاية فاهن الذين فروا إلى منطقتهم بكوالا بران
( ). وكان منهم من يلتزمون بالأوراد الحربية
حتى ينتج إلى أنهم لا تؤثرالأسلحة فاعتقدوا
أن الأعداء لا تؤثرهم بأى آلة من الأسلحة
فلما وصل رجال الإنجليز إلى مسكنهم وطلبوا منهم دفع الضريبة على الحصيلة التى اخذوا من الغابة وهذه الضريبة لا يعرفوه من قبل تدخل الإنجليز قتلوا عددا منهم
. وكان المقتولون الذين وصفهم أتباع عبدالرحمن ككلاب البريطانيا هم من أبناء جنسهم
فغضب مندوب الإنجليز على هذه الماساة فأرسل مجموعة من الجيوش الذين كانوا يتكون من البنغال فوقع الحرب بينهم فى موقعة أسمه فادن كاجون إلا
أن أخر ثمرتهم الخسر لفريق عبدالرحمن ليمبون
فأرسل السلطان بأمر
من المندوب البريطانى رئيس الشرطة لقبض عبدالرحمن ليمبون وكان اسمه عبداللطيف .
وكان من نجل الشيخ عبدالقادر أحد مرشدى عبدالرحمن ليمبون
شاء القدر أن يكون
لعيدالرحمن ليمبون نصيب حيث جعل نجلاء العائلة المقاومين رفع سمعته . وكان ذلك بعد
مرور عقود استمرت له العناية من الباحثين والناشرين يدرسون من هئؤلاء النجلاء عن
شخصيته وجهاده. فجعلوه فحلا من المنتقمين المقاومين ضد الإنجليز.ولكن إذا أجرينا
الدراسة المتعمقة عن الأسباب التى تؤدى إلى فشله لوجدنا أن البحوث مليئة بالحماسة وترك
نقاشهم عن الواقع فى أمرين وهما: لماذا لم
يصل إلى جزء من الفوز فى جهاده هل القصة
المحكية عن هيبته كافية لفهم ساحة الجهاد التى عاش فيها عبد الرحمن ليمبون .
فمن أجل الوصول إلى
الحقيقة لا بد لنا من أن نعرف الأسباب الذى يؤدى إلى قصوره من قبول التأيد من قبل
الأساتذة والعلماء والمشايخ . بل كثير من اصدقائه وزملائه العلماء العاملين فى
الزوايا المختلفة و المكاتب الحكومة رأوا بانه استقل فى الإنتقام برأيه الخاص . ذلك لأنهم راوا أن الحق الواجب فى
القيام بالمقاومة ضد الإنجليز هو على كاهل
السلطان وليس على الشعب وإنما على الشعب طاعة السلطان كما نهى عليهم الخروج عن السلطان
. وإذا كان السلطان
ترك طريقة الإنتقام السلاحى لأن التجربة التاريخية السياسة فى ولاية بيرق قد انتهت بالفشل وكذلك فى ولايتى فاهن وكلنتان
وهى دروس كبير لا بد من أن نستفيد منها منذ عقود ماضية كثيرة . فهم راوا أن الخطط التى
أخذها أصحاب عبدالرحمن غير موافق بالشرع ولن ينجح أبدا.فهم رأوا أن المقاومة
السلاحية الذى وافق الشرع هو ما أقام رجال المقاومون ببيرق فى سنة ( ) هى أول المقاومة فى تاريخنا . ففى هذه
المقاومة, لقد قتل فوتوم ( ) مندوب إنجليزى اسمه ( )
لورود الأمر من قبل السلطان. لقد صدر الأمر بقتل المندوب الإنجليز من داتوء
مهاراجا ليلا وهو قام مقام القاضى الذى تولاه السلطان فله الولاية المطلقة لإصدار
القتل على المجرم . فهذه الإنتقام كانت صحيحة شرعا ولكن نتيجته فاشلة أيضا. فهذه
تدل دلالة جلية على ضعفنا ونحتاج إلى طريق صحيح ومبصر ولا ينبغى لنا بالحركة
المتحمسة بدون خطة متقن. فهم يرون أن الدوافع
الرئيسية أدت إلى الإنتقام السلاحى لفريق عبدالرحمن هو ظهور الشعوراليئسى على ما فشل
أبائهم وأجدادهم فى المعارك الماضية فبهذه الحجة جعلهم لا ينضمون إلى معركة المقاومة
التى قادها السيخ عبدالرحمن .
ولكن الذين لم
يشتركوا فى المعركة أيدوا المقاومة
بأقوالهم المتحمسة بإنشاء الإنكار والرفض
ضد الإنجلير بين الجماهيركما شجعوا الجماهير الى الخلاف ضد الإنجليز. فأصبح مؤيدوا
فريق الشيخ عبدالرحمن ازدادت فهذه جعل
نجلاء المشتركين بالمعركة افتخروا بآبائهم الناضلين حيث كانوا كالمنتصرين لدى قلوب
الجماهيركما أن شعور الإنكار على المستعمرتتضاعف و تتوسع إلى جميع الأطراف الشعبى.
ولأجل الدفاع عن الإسلام فى البلاد أيضا
فاخفى أصحاب الفكرة المؤيدة للسلطان شعورهم الإنكار على الشيخ عبدالرحمن لخروجه
عن السلطان ولم يصرح بالحجج إلا لبعض
أقاربهم . والسبب فى كتمهم الحجة عن الجماهيرلأن الحجة تبدو من ظاهرها مبرر لسياسة
التسامح مع الإنجليز. ومما يخافوا هو تسارع
ضعفاء العقول من نجلاء المشتركين بالمعركة بالهجوم عليهم ولقبوهم بالكلاب
الإنجليز.
وفى الحقيقة
فالجماهير المتحمسين لا يفهمون هذه السياسة الغرامية التى لعبها نجلاء الإداريين الذين كان أجدادهم قد تجربوا منذ
الأجيال الأقدمين فى قصور الملوك السابقين . أما اقارب هئؤلاء لهم نصيب فى مناقشة
الخطط الصحيحة حيث يرون أنه لا بد من طريق جديد كى لا يلدغ المؤمن من حجر واحد
مرتين. والطريقة الجديدة هى الطريقة الغرامية مع الأعداء الكفارلأن العدو قد دخل
إلى داخل قصور الملك وأصبح كأحد أهالى السلطان الذى يملك المكان المرتفع فى الثقة كما
أنهم يرون أن من الواجب علينا أيضا أن نرشد السلطان ونصائحه حتى يبرع ويؤدى واجبه على
الشعب ويقهرعلى عدوه وإن كان طريقه طويل الأمد وحتى تمتد إلى السلطان التالى أو
بعد ذلك فعلينا الصبرولنحبس انفسنا مع قصور السلطان ولا ينبغى علينا الفر منهم لأن
تاريخ أباء السلاطين هو تاريخ أجدادنا
الدعاة المكافحين من أجل إعلاء كلمة الله
بطرق مختلفة طوال الزمان البعيد
فأجاب رجال من فريق
عبدالرحمن أن النصر بيد الله يؤتى لمن
يشاء من عباده فمن المنكر إذا فشل أباؤنا فى الجهاد فتوقف نجلائهم مع أن القرآن
حرص بحث الجهاد ضد هئؤلاء الكفار الغاصبين. ونحن ولو فى احوالنا الضعيفة اليوم
فإننا مرتبطون بضرورية المقاومة السلاحية ضد الإنجليز لأن عدد الجنود الإنجليزى
كانت قليلة وقوتها ضعيفة وربما لو نؤخرالإنتقام عليهم فيأتى فى يوم قريب المزيد من
الجنود ليس لنا القوة فى وجهها. هل نرضى ان يكون ارضنا الجديد التجأنا إليه كما
أرض الفطانى التى فر أباؤنا منه . فإننا اليوم قد يئسنا عن فتحها من الجديد. من الواجب علينا
أن نعى بخسرنا فيها وعلى الأقل ندافع عن بقية ارض التى ائتمن الله علينا .
قال صاحب الخبر أن
النقاش بين هذين الفريقين قد قام طويل قبل الإنتقام وكان سر بينهم لا يعرفها الجماهير
. ذلك لأنهم كانوا من أصل واحد . وأوجدت
المسئول للتفاهم بينهم تحت الشيخ عبدالقادر بن عبدالله بفاسير فنجان. فبذل جهده فى
التقريب بينهما إلا أنه فشل فى الحصول على النتيجة المرجوة .
ومن هنا بدا لنا أن
حجج رجال الإداريين صحيح وصائب بالرأى الراحج ولكن أصحاب عبدالرحمن دافعوا عن
أرائهم بقولهم أنهم استخاروا لله ولا يستطيعوا أن يخالفوا بما وجدوا من
استخارتهم.
فيمكن القول بأن أسس
التى يؤدى ألى الصراع الواقع بينهم هو اختلاف المدارس الفكرية بينهم
وكانت النتيجة
الحاصلة فى نهاية المعركة هو القبض على الشيخ عبدالرحمن واستشهد عدد كبير من اصحابه. ومن دهاء مندوب الإنجليزى هو إصدار الحكم بالإعدام على الشيخ عبدالرحمن
إلا أنه أخفى مكره بإفاضة الأمر إلى السلطان. ولخوفه من أن يكون مجليا بإصدار
الأمرحتى تلتهب غضب الجماهير فأثاروا عليه
فهذا اعطى الفرصة لمؤيدى الشيخ عبدالرحمن الذين لا ينضمون فى المعركة وكانوا من إداريين القصور لحماية الشيخ عبدالرحمن فحاولوا فى طلب التخفيف له بالنفى من البلاد. فلما وافق السلطان على ذلك ارسلوا الحاج عبدالرحمن إلى مكة بموافقة منه . فقضى فيها قرب إلى سنتين حتى أدركته منيته
فهذا اعطى الفرصة لمؤيدى الشيخ عبدالرحمن الذين لا ينضمون فى المعركة وكانوا من إداريين القصور لحماية الشيخ عبدالرحمن فحاولوا فى طلب التخفيف له بالنفى من البلاد. فلما وافق السلطان على ذلك ارسلوا الحاج عبدالرحمن إلى مكة بموافقة منه . فقضى فيها قرب إلى سنتين حتى أدركته منيته
4 مايو 2017
No comments:
Post a Comment